العلاج النفسي المختصر المتمركز حول الحل SFBT

العلاج المتمركز حول الحل

العلاج المتمركز حول الحل SFBT كما يوحي من اسمه يركز على الحلول وهو موجه نحو تحقيق الاهداف ويعرف ايضاً باسم العلاج المتمركز حول الحل الموجز او العلاج الموجز المتمركز حول الحل ويسعى منظريه إلى تقديم علاج فعّال ومختصر يركز على تحقيق نتائج إيجابية بسرعة.

تأسس نهج العلاج النفسي المتمركز حول الحل في الثمانينات بناءً على الابحاث والتجارب السريرية التي أجراها دي شازر وبيرج وزملاؤهما في معهد العلاج الأسري.

يختلف العلاج المختصر المرتكز حول الحل عن العلاجات او المناهج التقليدية في انه يركز على نقاط القوة والتغيرات الإيجابية والحلول بدلاً من الاخفاقات في الماضي و المشاكل.

يستخدم دي شازر استعارة قفل ومفتاح لشرح هذا النهج العلاجي فمشكلات المتعالجين هي مثل الاقفال على الابواب التي لم يتم فتحها, والعلاج هنا لا يريد التركيز على سبب قفل الباب او لماذا الباب لا يفتح بدلاً من ذلك فهم يساعدون المتعالجين للنظر إلى مفتاح المشكلة وهم لا يريدون معرفة اسباب المشكلة او انهم يريدون معرفة الاسباب لإيجاد سبل للحد من عدم الرضا او التعاسة وهكذا فأن هذا كله يركز على الحل.

تتكون عدد الجلسات في العلاج المتمركز حول الحل من خمسة الى عشرة جلسات لإحداث التغيير بالمقارنة مع غيرها من العلاجات الاخرى مثل العلاج المعرفي السلوكي الذي يحتاج إلى جلسات أكثر.

الفرق بين العلاج المتمركز حول الحل والعلاج المعرفي السلوكي:

العلاج المتمركز حول الحل يعمل على تمكين الشخص من التفكير بحلول مستقبلية وتحديد خطوات بسيطة لتحقيق الأهداف، هو أشبه بتركيز العدسة على الحلول الفعالة والعملية بعيداً عن التحليل المعمق للمشاكل واسبابها.

العلاج المعرفي السلوكي يتعمق في فهم الأفكار اللاتكيفية وتأثيرها على السلوكيات، ويعمل على تعديل هذه الأفكار لتحقيق تغيير شامل ومستدام في السلوكيات ونمط الحياة هو كأنه رحلة استكشافية في عقولنا للبحث عن الأفكار اللامنطقية وتغييرها بأخرى واقعية تكيفية.

فيما يلي المقارنة بين المنهجين العلاجيين بشكل موجز:

الجانبالعلاج المعرفي السلوكيالعلاج المختصر المتمركز حول الحل
التركيز الأساسيالعلاقة بين الأفكار والمشاعر والسلوكالحلول المستقبلية
نطاق الزمنطويل الأمد، جلسات منتظمةقصير الأمد، جلسات قليلة
النهجسلوكي معرفيإيجابي ومتفائل
الأهدافأهداف طويلة الأمد وتغيير الأنماط الفكريةأهداف انيه وقابلة للتحقيق
مدة الجلساتجلسات منظمة ومرنة جلسة اسبوعياًجلسات قصيرة ومكثفة

الفلسفة والافتراضات الأساسية في العلاج المتمركز حول الحل

  • يركز على بناء الحلول بدلاً من التركيز على المشكلات.
  • يركز على نقاط قوة المتعالجين ونجاحاتهم السابقة.
  • لا يتم تشجيع المتعالجين على تحليل الأسباب الافتراضية لمشاكلهم وبدلاً من ذلك يحث المعالجون المتعالجين على استكشاف الحلول.
  • المتعالجين لديهم الموارد ونقاط القوة لحل المشاكل الخاصة بهم.
  • يركز على المستقبل المنشود وليس على مشاكل الماضي أو الصراعات الحالية.
  • التغييرات الصغيرة في حياة المتعالجين تؤدي إلى تغييرات أكثر أهمية.
  • التغيير مستمر ولا مفر منه.
  • يركز على ما هو ممكن وقابل للتغيير.
  • يفترض المعالجون أن الحلول موجودة بالفعل في خبرات العميل.
  • يركز على كيفية تغير العملاء، بدلاً من النهج الذي يركز على تشخيص المشكلات وعلاجها وعلى هذا النحو، فإنه يستخدم لغة التغيير.
  • يؤمن بأن المتعالجين يسعون للتغيير.

فعالية العلاج المتمركز حول الحل

العلاج المتمركز حول الحل يعتبر مثبتاً علمياً وفعّالاً في العديد من السياقات العلاجية حيث أظهرت الدراسات أنه يمكن أن يكون فعّالاً

في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب، تحسين الأداء الأكاديمي، وتعزيز التفاعلات العائلية الإيجابية ….. الخ

المجالات التطبيقية للعلاج المتمركز حول الحل:

1. العلاج الفردي

يستخدم لمساعدة الأفراد على التعامل مع مشكلات او اضطرابات مثل القلق والاكتئاب يركز على تحديد الأهداف الشخصية والعمل على تحقيقها.

2. الإرشاد الأسري

 يستخدم لتحسين التفاعلات العائلية وحل النزاعات داخل الأسرة وتعزيز التواصل الفعال والتفاهم بينهم (مثال):

في حالة نزاع بين الأبوين، يمكن استخدام الأسئلة الموجهة لحثهما على التفكير في الأوقات التي كانت فيها العلاقة جيدة والعمل على إعادة تكرار تلك الظروف.

3. العلاج الجمعي

يمكن تطبيقه في مجموعات لدعم الأفراد في بيئة داعمة ومشجعة حيث يساعد الأعضاء على مشاركة خبراتهم وتعلم كيفية التغلب على التحديات من خلال دعم الأقران.


(مثال): في مجموعة دعم للمدمنين المتعافين، يمكن استخدام التقنيات الموجهة نحو الحلول لمساعدة الأعضاء على وضع خطط للتعافي والحفاظ على التحسن ومنع الانتكاسة.

4. الارشاد التعليمي والمهني:

يستخدم لمساعدة الأفراد على تحقيق أهدافهم التعليمية والمهنية والتغلب على العقبات ويتم توجيه الأفراد نحو تحديد الأهداف الصغيرة والخطوات العملية لتحقيقها.


(مثال): يمكن مساعدة الطلاب على تحديد استراتيجيات لتحسين أدائهم الأكاديمي من خلال التركيز على الموارد المتاحة لهم مثل الدعم من المعلمين والزملاء.

النصائح العملية للمختصين النفسيين اثناء استخدام العلاج المتمركز حول الحلSFBT:

1. استخدام المفردات الإيجابية

التشجيع على استخدام مفردات إيجابية وموجهة نحو الحلول أثناء الجلسات وتعزيز المنظور الإيجابي وتجنب التركيز على المشاكل.

2. تحديد أهداف واقعية

مساعدة المستفيد على تحديد أهداف صغيرة وقابلة للتحقيق على أن تكون الأهداف محددة وواضحة لتعزيز التحفيز.

3. التقييم المستمر

متابعة تقدم المستفيد في رحلة العلاج وتعديل الأهداف والخطط بناءً على التقييم المستمر وينصح استخدام أدوات التقييم المناسبة لقياس التحسن.

المبادئ الأساسية لتحديد الأهداف في العلاج المتمركز حول الحل:

  • وصف الأهداف بشكل إيجابي وملموس: يجب أن يصف المتعالج شيئاً موجوداً بالفعل بدلاً من ذكر ما هو غائب أو غير موجود. إذا تم صياغة الهدف بطريقة سلبية (مثل “أقل” أو “بدون…”)، يمكن إعادة صياغته بسؤال مثل: “ما هو الشيء الذي تريده كبديل؟” هذا يساعد في توضيح الهدف بشكل إيجابي وملموس.
  • تحديد أهداف صغيرة وقابلة للتحقيق: يجب أن تكون الأهداف قابلة للتحقيق في المستقبل القريب. إذا كان الهدف كبيراً، يمكن تقسيمه إلى أهداف صغيرة يمكن طرح السؤال:ماهي الاشارات الاولى التي تعبر عن التغييرات المرادة؟
  • وضع أهداف يمكن ملاحظتها من الآخرين:
    يجب أن تكون الأهداف قابلة للملاحظة من قبل الآخرين. يمكن طرح السؤال: “كيف ستلاحظ أنت أو الاخرين أنك قد وصلت إلى هدفك؟”
  • واقعية الأهداف ومناسبتها للمحيط:
    يجب أن يكون الهدف واقعياً ومناسباً للسياق المحيط بالمتعالج.

 يمكن طرح السؤال: “ماذا سيحدث لو وصلت إلى هدفك؟” هذا يساعد في التأكد من واقعية الهدف وتأثيره الفعلي.

  • الأهداف من اختيار المتعالج وقابلة للتحكم:
    يجب أن يكون الهدف من اختيار المتعالج ويجب أن يكون قادراً على التأثير في تحقيقه. يمكن طرح السؤال:

“هل يمكنك التأثير على إمكانية الوصول إلى الهدف؟” هذا يضمن أن الأهداف تعبر عن رغبات المتعالج وقابلة للتحكم.

أبرز التقنيات المستخدمة في العلاج المتمركز حول الحل:

1. أسئلة حول النجاح في الماضي:

 هي الأسئلة التي توجهها للمستفيد حول نجاحه في الماضي عندما كانت الأمور أفضل وكيف أمكن تحقيق ذلك من خلال طرح هذا السؤال فأن المراجع قد يتذكر أنه بالفعل قادر على التعامل مع المشكلة أو انه قادر على حلها.

 أن تذكر واحد أو أكثر من النجاحات السابقة يجعل من المرجح أن تزيد الثقة والأمل لدى المستفيد وعادة ما تساعده على العثور على أفكار لاتخاذ خطوة إلى الأمام.

 بعض الأمثلة عن الأسئلة حول النجاح في الماضي

  • متى كانت الأمور أفضل قليلاً؟
  • هل حدث وكنت قادرا على حل هذه مشكلة في السابق؟
  • هل تعرضت في الماضي إلى خبرة تشبه إلى حد ما الحالة التي تريد حلها؟

2. الأسئلة التي يفضل طرحها حول المستقبل:

 هذه واحده من أهم أنواع الأسئلة التي تركز على الحل أنه السؤال الذي يطرحه المختص النفسي على المستفيد لوصف كيف يود أن يصبح الوضع عليه في المستقبل أو الوضع الذي يتمناه.

بعض الأمثلة عن الأسئلة حول المستقبل

  • كيف يبدو المستقبل المفضل بالنسبة لك؟
  • كيف تود أن تصبح حالتك؟
  •  ما الذي تريده بدلاً من المشكلة؟
  •  كيف ستلاحظ بأن الأمور أصبحت أفضل؟

 عند طرح الأسئلة حول المستقبل المرغوب فأن ذلك يساعد على تشجيع المستفيدين حتى يتمكنوا من بناء صورة لمستقبلهم المرغوب خطوة بخطوة.

3. السؤال الأساسي في العلاج المتمركز حول الحل

 السؤال الأساسي الذي يساعد المستفيد على رؤية ما هو موجود فعلاً في حياته ومشكلته.

بعض الأمثلة حول السؤال الاساسي

  • ما الذي قمت بتحقيقه بالفعل
  • ما هو الوضع حلياً؟
  • ما الذي ساعد في وصولك إلى وضعك الحالي؟

بالتركيز على ما تم تحقيقه بالفعل فأن المستفيد عادةً ما يصبح لديه منظوراً مختلفاً وأكثر إيجابية سواء لحالته في الوقت الحاضر أنها ليست كلها سيئة ولمستقبله.

 بمجرد أن يبدأ في النظر إلى الكأس على أنها نصف مملوءة ونصف فارغ بدلاً من نصف فارعة فقط، فإنه يصبح أكثر أملاً وبأن قادر على تحقيق التغيير المنشود.

4. الأسئلة التي تبحث عن الاستثناء:

 في العلاج الذي يركز على الحل فأن الافتراض بأن كثافة المشاكل تتذبذب باستمرار، سيكون دائماً هناك أوقات كانت المشكلة فيها أقل حده وكانت الأمور أفضل هذه الحالات يتم تحديدها وتحليلها لأنها غالباً ما سوف تساعد بشكل كبير على العثور على أفكار لحل المشكلة.

بعض الأمثلة عن الأسئلة التي تبحث عن الاستثناء

  •  هل هناك أوقات لا تحدث فيها المشكلة؟
  •  متى كان ذلك؟
  •  ما الذي كان مختلفاً؟
  •  كيف استطعت تحقيق ذلك؟

5. السؤال المعجزة في العلاج المتمركز حول الحل

 السؤال المعجزة هو سلسلة من الأسئلة التي تدعو المستفيد لوصف بوضوح يوماً بعد أن اختفت المشكلة بأعجوبة

 على سبيل المثال:

لنفترض بأن اجتماعاً قد انتهى وذهبت إلى منزلك، وقمت بالأعمال التي تعتزم القيام بها لبقية اليوم ومن ثم في المساء شعرت بالتعب وذهبت للنوم وفي منتصف الليل، وعندما كنت نائماً حدثت معجزة وحلّت جميع المشاكل التي تسببت في حضورك إلى هذا اليوم.

ولكن نظراً لأن المعجزة حدثت خلال الليل فأن أحداً لم يخبرك بحدوث المعجزة. عندما تستيقظ في صباح اليوم التالي، كيف ستكتشف حدوث المعجزة؟ ما الذي ستلاحظه؟ وماذا أيضا؟

سؤال المعجزة في الواقع هو حالة خاصة حول الوضع المطلوب وكثيراً ما يؤدي إلى الشعور بالأمل والطاقة واحداث أفكار للسير خطوات إلى الأمام في حل المشكلة…

البناء على سؤال المعجزة

  • ما الفرق الذي ستلاحظه أنت والآخرون؟
  • ما هي أول الاشياء التي سوف تلاحظها؟
  • هل حدث أي من هذا مسبقاً؟
  • ماذا بعد؟

6. التطبيع

 يستخدم أسلوب التطبيع لعرض مخاوف واهتمامات المستفيدين على أنها صعوبات الحياة الطبيعية، وهو يساعد على تهدئة المستفيدين

بما يخص مشكلتهم كما أنه يساعدهم على إدراك بأنهم أشخاص ليسوا غير طبيعيين بسبب وجود هذه المشكلة وقد يستجيب الآخرين الذين يمرون في مثل حالتهم بنفس الطريقة.

هذا أمر مهم لأنهم مثلاً إذا شعروا بالغضب وكان غضبهم بشكل مرضي فانه سيصبح لديهم مشكلتين، الأولى شعورهم بالغضب والثانية حقيقة أنهم تصرفوا بطريقة مرضية.

مثال:

  • بالطبع كنت غاضباً وأنا افهم ذلك، من الطبيعي أن تكون غاضباً لان….

هذا يمكن ان يساعد المستفيدين على التهدئة وتجاوز غضبهم بشكل أفضل

7. اقتراحات للملاحظة والمراقبة

 عندما يجد المستفيد صعوبة في تحديد أمثلة للنجاحات السابقة أو استثناءات لهذه المشكلة، يمكن تطبيق اقتراحات للملاحظة والمراقبة مثال:

  • هل يمكنك منذ هذه الجلسة إلى موعد الجلسة القادمة أن تنتبه إلى المواقف وعندما تلاحظ أن الأمور قد تحسنت، هل لك أن تنتبه إلى ما كان مختلفاً في ذلك الموقف وما قمت به أنت بشكل مختلف في ذلك الموقف؟
  • هل لك أن تكتب ما كان مختلفاً في ذلك الموقف في دفتر الملاحظات وما قمت به وساعدك على ذلك الموقف لنتمكن من التحدث عنه في المرة القادمة؟

 إن مهمة الملاحظة والمراقبة كثيراً ما تكون لها أثر قوي ومثير للدهشة إن سؤال المستفيد عن ذلك يجعله يلاحظ الأمور التي تجري في حياته بوعي أكثر

وعادة هذا يساعده ليصبح أكثر تفاؤلاً واكتساب مزيداً من الثقة.

8. سؤال تغيير المنظور

 بطريقة قوية وبسيطة لمساعدة المستفيدين على تصور اختلاف المواقف في حياتهم عندما يتحسن الموقف نفسه باستخدام سؤال تغيير المنظور إلى الموقف نفسه.

 مبدئيا السؤال كالتالي: كيف سيلاحظ الناس من حولك أن الأمور أصبحت أفضل؟

هنالك طرق مختلفة كثيرة لإعادة صياغة السؤال مثل:

 كيف سيلاحظ زملائك أن الخلاف تم حله؟

 إن سؤال تغيير المنظور يساعد المستفيدين على تطوير نظرة أوسع عن أنفسهم والمواقف التي يمرون بها والنظر إلى الموقف بموضوعية أكثر

حتى يتمكنوا من بناء أهداف أكثر وضوحاً في كثير من الأحيان، هذا النمط من الأسئلة يشار إليه أيضاً بسؤال عن العلاقة.

عندما يطلب من المستفيد تصور على سبيل المثال كيف أن الزوجة سوف تلاحظ الفرق، عند الاجابة على هذا السؤال

سيجد المستفيد أنه من السهل النظر إلى الأمور من منظور هذا الشخص الآخر مما يساعد على تقدير هذا المنظور أكثر.

9. سؤال حول التكيف

عندما لا تنجح الاستراتيجيات العادية لحل المشاكل، فيمكن أن تجرب هذا السؤال.

حيث يمكنك استخدام سؤال التكيف عندما يعطي المستفيد درجة صفر من التصنيف لحالته في الوقت الحالي.

فيما يلي بعض الأمثلة على أسئلة التكيف:

  • ما الذي يجعلك تستمر بأدائك في ظل هذه الظروف الصعبة؟
  • كيف تتعامل في مثل هذه الحالات الصعبة كل يوم؟
  • ما الذي يساعدك على الاستمرار بأدائك على الرغم من أن الأمور صعبة فعلا؟
  • كيف يمكن أن تفسر لنفسك الطريقة التي تمكنك من القيام بالأمور بشكل جيد مع الظروف الصعبة جداً؟
  • من الجدير بالإعجاب كيف تمكنت من الاستمرار في ظل هذه الظروف الصعبة …كيف قمت بذلك؟
  • كيف استعطت التكيف مع ما تمر به قبل استسلامك؟

10. سؤال الاستمرار

 يحاول السؤال هنا تحديد الأشياء التي ينبغي أن لا تتغير.

 وهنا بعض الأمثلة على صياغة السؤال:

  • ماذا حدث في الموقف الذي تعرضت له وأردت منه الاستمرار في حدوثه؟
  • ما الذي ينبغي أن لا يتغير لأنه يسير بشكل جيد؟

بطرح هذا السؤال تلفت نظر المستفيد اتجاه الأمور التي لا ينبغي أن يغيرها أكثر من اللازم وأنه يقر بأن هنالك أشياء تسير على ما يرام ولا تحتاج إلى تغيير.

إن دعوة المستفيد للتركيز على فوائد ما لا ينبغي تغييره هي كالتالي:

  • يتناولها بشكل جدي ويتم تقديرها حيث أن المستفيد يقر ضمناً ويعترف أن هنالك أمور تسير على ما يرام بشكل جيد.
  • بعد أن يقوم المستفيد بوضع قائمة من الأمور التي يجب أن لا تتغير حيث أنها عادة ما تسير بشكل أسهل للتركيز على الأشياء التي تحتاج إلى تغيير.
  • – فبينما يركز المستفيد على الأمور التي تجري بشكل جيد وكاف عادة ما يحصل على بعض الأفكار حول ما يمكن القيام به لإحراز تقدم ما في وضعه.

11. سؤال التغلب على الإلحاح

أن المستفيدين الذين يحاولون التغيير من سلوكياتهم سيشعرون في بعض الأحيان بالحاجة إلى العودة إلى سلوكياتهم القديمة والمرغوب بها.

معظم الناس الذين يرغبون بالتوقف عن التدخين يشعرون بميل إلى إشعال سيجارة أخرى.

إن الاستسلام لمثل هذا الإلحاح يمكن أن يهدد من عملية التغيير حيث أنها يمكن أن تأثر سلباً على دوافع المستفيد للاستمرار.

لذلك يسعى للممارسين للعلاج المركز على الحل على تزويد المستفيدين بمهارات التعامل مع الالحاح والرغبة بالعودة إلى سلوكيات مرغوبه اعتادوا عليها وتسبب لهم المشكلة.

 ويمكن للمختصين مساعدة المستفيدين من خلال التركيز على الحل ومساعدتهم في اكتشاف وتطوير هذه المهارة من خلال الرسالة التالية:

“انتبهوا إلى ما تفعلونه عندما تتغلبون على الميل أو الإلحاح في الرجوع إلى السلوك القديم”.

فنمط مهمة المراقبة هذه، وتدعي أيضاً بـ “سؤال التغلب على الإلحاح” يفترض مسبقاً أن المستفيدين فعلياً قادرين على التغلب على الإلحاح لديهم، على الأقل في بعض المواقف.

عندما يكتشفون طريقة مقاومة والتغلب على الميل فبإمكانهم أن يصبحوا أكثر وعياً إلى مثل هذه المهارة ومواصلة تطويرها.

12. نماذج للواجبات في نهاية جلسات العلاج المتمركز حول الحل:

  • من الآن وحتى الجلسة القادمة، أود منك أن تلاحظ وتتابع الأمور التي تحدث في حياتك، علاقتك، وعائلتك، والتي تتمنى أن تبقى.
    هذا الواجب مناسب للأشخاص الذين يعانون من الانتباه والتركيز المستمر على السلوك أو المشكلة التي يشتكون منها.
  • كن واعياً بالأفعال التي تقوم بها أثناء هذه المحاولة والسلوك القهري الذي يدفعك للقيام بها.

 هذا النهج مناسب للأشخاص الذين يشعرون بعدم القدرة على التحكم في أعراضهم، حيث يكون الهدف واضحًا لكن دون وجود حالة استثنائية تعيق الشكوى.

  • ركز على ما تفعله عندما تكون المشكلة أو السلوك المزعج أقل وضوحاً أو غير موجود، حاول تمييز الفرق بين تلك الحالة الاستثنائية وحالة الشكوى المعتادة.

هذا الواجب مناسب للأشخاص الذين لا يتحدثون عن وجود حالات استثنائية.

  • كل مساء، قم بتقييم احتمال حدوث حالة استثنائية في اليوم التالي باستخدام مقياس خاص (0-100)، أو حدد ما إذا كنت ترغب في تطبيق سلوك معين أو الاقتراب من هدفك، وهكذا. في المساء التالي، قارن بين تنبؤك وما لاحظته بالفعل خلال النهار، ثم قم بإجراء تنبؤ جديد لليوم التالي. اكتب ملاحظاتك حول سبب التوافق بين التنبؤ والواقع، أو سبب عدم التوافق بين التنبؤ وما لاحظته.

هذا الواجب مناسب للأشخاص الذين يبحثون عن الحالات الاستثنائية وفرص التغيير، ويعتقدون أنها خارج نطاق سيطرتهم.

  • افعل حتى الجلسة القادمة في بعض أيام محددة وكأن معجزة قد حصلت (المعجزة التي تم التطرق لها سابقاً) بدون أن تخبر الآخرين بأنك تفعل هذه الطريقة، يجب على الأشخاص المحيطين بك التعرف واكتشاف ما تقوم بفعله.

هذا مناسب للمتعالجين الذين استطاعوا أن يجيبوا على سؤال المعجزة بشكل واضح واستطاعوا أن يصفوا سلوكهم بهذا الوضع.

  • افعل شيئاً مختلفاً تماماً.

هذا يمكن تطبيقه مع المتعالجين الذين يعتقدون بأن لديهم سلوكيات ناجحة، لكن ليس لديهم التصور للأهداف والحالات الاستثنائية لديهم غير مرتبطة مع بعض.

في الختام

يبرز العلاج المتمركز حول الحل (Solution Focused Brief Therapy) كنهج مبتكر ظهر بجهود مشتركة بين ستيف دي شازر وإنسو بيرج وزملائهما في الثمانينيات، مع تطور العلاج الأسري القصير في أمريكا.

يتميز هذا النهج بتركيزه على المستقبل بدلاً من الماضي، وتفضيله للمحادثات التي تركز على الحلول بدلاً من المشكلات، واستخدامه لتقنيات ملموسة، واعتماده على منظور أقل شمولية، ومتفائل.

يعتمد العلاج  المتمركز حول الحل على المبادئ الأساسية التي تسعى لتوجيه التغيير نحو حلول للمشكلات من خلال استثمار نقاط القوة والموارد التي يمتلكها المستفيد، بدلاً من التركيز على الجوانب المحدودة.

 يعتبر التحدث عن الحلول واستكشاف الجوانب الحياتية التي يُراد الحفاظ عليها وتطويرها، جزءاً أساسياً من هذا النهج بالإضافة إلى ذلك، يضع العلاج المركز على الحل أهمية كبيرة على تعزيز قدرات الأفراد وإمكانياتهم، بدلاً من التركيز على نقاط ضعفهم أو جوانبهم المحدودة.

وكذلك يسعى نهج العلاج النفسي المخصر المتمركز حول الحل إلى تقديم معلومات عامة وشاملة تساعد الأفراد على بناء مستقبلهم بطريقة إيجابية ومتفائلة، مستندةً إلى مواردهم وقوتهم الذاتية، مما يجعل العلاج المركز على الحل نموذجاً فعالاً ومفيداً في معالجة المشكلات النفسية والاجتماعية بطريقة بناءة وسريعة.

المراجع:

  1. العلاج قصير المدى المرتكز على الحلول العلاج والإرشاد مادة علمية من إعداد الاخصائية النفسية كوثر جودت سعيد
  2. https://www.getselfhelp.co.uk/solution-focused-therapy/#google_vignette
  3. الغنامي مسعود ,2011 , فاعلية العلاج المتمركز حول الحل SFBT في تنمية الدافعية للتعلم لدى الاحداث الجانحين رسالة ماجستير، جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية
  4. نيازي عبد المجيد واخرون , 2007, العلاج الموجز أو المختصر، ط1 , مكتبة الرشد ناشرون
  5. العامري علي , 2020, نظريات الارشاد النفسي , الجامعة المستنصرية
  6. أبو اسعد أحمد , الازايدة رياض , 2015 , الأساليب الحديثة في الارشاد النفسي والتربوي , ط1 , مركز ديبونو لتعليم التفكير , عمان
Scroll to Top