توهم المرض الاسباب والاعراض وطرق العلاج المناسبة

توهم المرض الأسباب والاعراض وطرق العلاج

هل تعاني من قلق متكرر حول صحتك؟ تجد نفسك تفكر بشكل مفرط في الأمراض وتشعر بالتوتر عند ظهور أي عرض صحي طفيف؟ هل تجري فحوصات طبية متكررة رغم تأكيد الأطباء على إنك سليم من الناحية الصحية؟ انت على هذه الحال منذ أكثر من ست أشهر؟ إذا كانت اجاباتك نعم على هذه الاسئلة، فقد تكون تعاني مما يعرف بـ توهم المرض وله أسماء أخرى مثل (قلق المرض او قلق الصحة) هذا النوع من القلق يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة حياتك اليومية ويجعلك تعيش في حالة من القلق المستمر.

في هذا المقال، سنكتشف معاً ما هو توهم المرض (قلق المرض)، وما هي العلامات التي قد تدل على أنك تعاني منه

سنلقي نظرة عميقة على كيفية تأثير هذا القلق على العقل والجسم، وسنتعلم كيفية التعامل معه بطرق فعالة.

سنوضح الفروق الرئيسية بين القلق العادي وقلق الصحة، وسنقدم استراتيجيات وأدوات للمساعدة في إدارة هذا الشعور المرهق.

هل من الطبيعي ان يقلق الانسان على صحته؟

الجميع قد يمر بحالة قلق على صحته من وقت لآخر. على سبيل المثال، إذا كان علينا دخول المستشفى لإجراء عملية جراحية، أو إذا طلب منا الطبيب العودة بعد إجراء فحوصات.

يمكن أن يؤدي القلق بشأن صحتنا إلى تحسين نمط حياتنا، مثل الإقلاع عن التدخين أو اتباع نظام غذائي صحي

في الواقع، العناية بصحتنا من خلال إجراء الفحوصات الصحية الدورية والبقاء على دراية بالتغيرات في أجسامنا أمر مهم للغاية

ولكن الامر قد يتحول عند البعض إلى اضطراب نفسي (اضطراب قلق المرض) ويعطل كثير من جوانب حياتهم.

متى يتحول القلق بشأن صحتنا إلى اضطراب نفسي؟

يصبح القلق على الصحة مشكلة أو اضطراب عندما يؤثر على الحياة اليومية بشكل سلبي، حتى بعد استبعاد أي سبب جسدي أو طبي للأعراض واستمرارها لمدة تتجاوز الست أشهر وتسبب كرب ومعانه للشخص.

على سبيل المثال:

عندما يؤدي القلق المفرط إلى القيام بفحوصات طبية متكررة دون دليل طبي قاطع، أو عندما يتسبب في قلة النوم أو انعزال اجتماعي

فإن ذلك يدل على أن مخاوف الصحة قد أصبحت عائقاً يجب التعامل معه بشكل جدي ومتخصص وتحول الموضوع إلى اضطراب نفسي يعرف باسم قلق المرض أو توهم المرض

ماهي الجوانب التي يؤثر بها توهم المرض (قلق المرض)؟

يؤثر قلق المرض من أربع جوانب هي:  

  • الطريقة التي نشعر بها: قد تشعر بالقلق، العصبية، التوتر، أو حتى الغضب، عدم الراحة.
  • الطريقة التي نفكر بها: توقع الأسواء، التفكير المفرط بالمرض والاعراض الجسدية، التفكير في النتائج المتوقعة من الإصابة بالمرض.
  • الطريقة التي يعمل بها جسمنا: قد تشعر بأعراض جسدية مثل الدوار، الصداع، أو آلام في العضلات، زيادة في دقات القلب، شد عضلي، عدم انتظام دقات القلب.
  • الطريقة التي نتصرف بها: قد تجد نفسك تطلب الطمأنينة بشكل متكرر أو تتجنب أنشطة معينة خوفاً من أن تسبب لك مرضاً خطيراً.

ماهي أعراض الإصابة باضطراب توهم المرض (قلق الصحة)؟

  1. التكرار في إجراء الفحوصات الطبية للتأكد من السلامة الجسدية حتى مع عدم الحاجة لذلك.
  2. الاعتقاد بالإصابة بمرض خطير جداً لم يتمكن الأطباء من اكتشافه بسبب عدم الخبرة الطبية.
  3.  الخوف الشديد من – القيام بالأعمال التي تتطلب مجهوداُ – الرياضة – زيارة المرضى – مشاهدة اخبار الوفيات.
  4. التفكير المستمر بالأمراض وملاحظة أداء الوظائف الحيوية والانشغال بالتغيرات التي تحدث للجسم
  5. البحث المستمر عن المعلومات الطبية وأنواع الادوية وسؤال الأطباء عن الاعراض.
  6. تستمر هذه الاعراض لمدة تتجاوز الست أشهر.

كيف يتشكل قلق المرض (توهم المرض) وما الذي يجعله مستمراً؟

من منظور معرفي، يُعتَبر قلق المرض نتاجاً لمواجهة الفرد لموقف يُدركه على أنه يحمل عنصر التهديد، حيث يراوده الشك حول قدرته على التعامل مع هذا التهديد المدرك.

وفقاً للنظرية المعرفية:

ينظر الشخص المصاب بقلق المرض (توهم المرض) إلى الإشارات الجسدية والأعراض باعتبارها أكثر خطورة مما هي عليه فعلياً في الوقت ذاته، يعتقد المصاب أنه عاجز عن مواجهة هذا التهديد.

تفسر النظرية المعرفية نشأة وتطور قلق المرض (توهم المرض) بالإشارة إلى المعتقدات الصحية غير المنطقية التي يعتنقها الفرد

هذه الافتراضات تنشأ من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك التجارب المبكرة مع المرض، سواء كانت تجارب شخصية أو تجارب المقربين.

هناك أيضاً تأثير كبير للمعلومات التي تنقلها وسائل الإعلام، حيث نلاحظ زيادة حالات توهم الإصابة بأمراض خطيرة، مثل السرطان، بعد حملات توعوية ودعائية مكثفة.

النموذج المعرفي لتفسير استمرار توهم المرض (قلق المرض) والذي يتكون من التالي:

العوامل والأمور التي يمكن أن تؤدي إلى استمرار اضطراب القلق المرض (توهم المرض):

  • التركيز على الأعراض الجسدية:

الأشخاص الذين يعانون من قلق الصحة أو توهم المرض يميلون إلى التركيز بشكل متكرر على الأعراض الجسدية والتدقيق فيها، مثل الشعور بالألم أو الوخز، مما يؤدي إلى تعزيز القلق المستمر​​.

  • البحث المستمر عن المعلومات الطبية:

البحث المتكرر عن المعلومات الطبية، سواء عبر الإنترنت أو في الكتب والمجلات، يمكن أن يزيد من القلق على الصحة بدلاً من تقليله.

البحث عن الأمراض وأعراضها يمكن أن يؤدي إلى توتر زائد وزيادة التركيز على احتمالية الإصابة بالأمراض (توهم الإصابة بها) خصوصاً عند الأشخاص القابلين للإيحاء والتأثر. ​​

  • السعي الدائم للحصول على التطمين:

محاولة الحصول على التطمين المستمرة من الأصدقاء أو العائلة أو الأطباء حول الصحة قد تمنح راحة مؤقتة

ولكنها غالباً ما تعود وتزيد من توهم المرض على المدى الطويل، لأن الشخص يعتمد على الآخرين للشعور بالراحة والطمأنينة.

  • التجنب:

تجنب الأنشطة العادية مثل ممارسة الرياضة أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية (مثل زيارة المرضى أو الذهاب للمشفى) بسبب الخوف من الإصابة بالمرض

يمكن أن يؤدي إلى تدهور الحالة البدنية والنفسية، مما يعزز من القلق على الصحة.

  • سلوكيات الأمان:

 هي مجموعة من التصرفات التي يتبعها الأفراد الذين يعانون من اضطرابات القلق، وبالأخص اضطراب قلق المرض، بهدف تقليل مشاعر الخوف والقلق المرتبطة بصحتهم.

هذه السلوكيات تعمل كآلية دفاعية تساعد في تهدئة القلق بشكل مؤقت ولكنها تعزز الخوف والقلق على المدى الطويل

ومن الأمثلة الشائعة لسلوكيات الأمان

(اخذ الادوية والمسكنات دون وصفة طبية، القيام بالفحوصات الطبية بشكل مستمر ودون حاجه لها او بتوصية من طبيب، لا يخرج او يقوم بمهمه إلا بوجود اشخاص بجانبه ومعه).

  • الأفكار المقلقة المتكررة:

التفكير المستمر في السيناريوهات الأسوأ والتفكير السلبي بشأن الصحة يمكن أن يؤدي إلى تضخيم القلق والمشاعر السلبية.

الأفكار مثل “ماذا لو كانت هذه الأعراض دليل على مرض خطير؟، مادام طلب مني الطبيب فحوصات وتحاليل فهذا دليل على وجود مرض خطير، ” هذه الأفكار تزيد من حدة قلق المرض وتجعله مستمراً.

علاج توهم المرض (قلق المرض) من خلال:

  العلاج الدوائي لتوهم المرض:

يمكن أن تكون الأدوية مثل مضادات الاكتئاب ومضادات القلق مفيدة في تخفيف الأعراض الجسدية والنفسية للقلق على الصحة

يُفضل دائماً استشارة الطبيب النفسي حصراً لتحديد الدواء المناسب لحالتك ومع الالتزام بالمدة الزمنية والجرعة العلاجية للدواء.

العلاج المعرفي السلوكي (CBT)لتوهم المرض (قلق المرض):

يعتبر العلاج المعرفي السلوكي من أكثر العلاجات فعالية في التعامل مع توهم المرض (قلق الصحة)

حيث يساعد الأفراد على تحديد وتغيير الأفكار والمعتقدات غير المنطقية التي تزيد من القلق بشأن الصحة.

أحياناً كثيرة يتم الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج المعرفي السلوكي في علاج قلق المرض (توهم المرض)

وخصوصاً إذا كانت الاعراض شديدة ومسببه تعطيل لحياة المصاب به.

خطوات علاج توهم المرض (قلق المرض) حسب العلاج المعرفي السلوكي (CBT).

1. التعامل مع عدم اليقين في قلق الصحة (توهم المرض):

عند القلق بشأن الصحة، نبالغ في تقدير خطورة الإصابة بالأمراض ونقلل من قدرتنا على التعامل معها

حتى الاحتمالات الضئيلة تكفي لإزعاجنا بشدة، مما يُعرف بـ “عدم تحمل عدم اليقين”.

وتسيطر علينا أفكار قلقه مثل “يجب أن أكون متأكداً بنسبة 100% من صحتي”، مما يدفعنا للقلق والبحث المتكرر عن الأعراض وطلب الطمأنينة.

هذه التصرفات تجعلنا نشعر بالتحكم، لكنها لا تقلل من احتمالية الإصابة بأمراض.

السعي المستمر للتيقن الصحي عن طريق الفحوصات المتكررة والبحث عبر الإنترنت يزيد من القلق ولا يؤثر على النتائج الصحية الفعلية

حيث ان القلق المستمر يجعلنا نشعر بأسوأ ويقلل من قدرتنا على التكيف مع الحياة يمكننا التعامل مع عدم اليقين قلق المرض (توهم المرض) وفق التالي:

– تحدي الحاجة لليقين: النظر في مزايا وعيوب الحاجة للتيقن الصحي، واستكشاف كيفية تعامل الأصدقاء او الآخرين مع عدم اليقين وصحتهم.

  • استخدام استراتيجيات APPLE:

   – A for AWARE: لاحظ الحاجة لليقين عندما تظهر.

   – P for PAUSE: توقف وخذ نفس عميق.

   – P for PULL BACK: تذكر أن هذا مجرد قلق وليس حاجة حقيقية.

   – L for LET GO: دع الفكرة تمر دون التفاعل معها او مناقشتها مع نفسك.

   – E for EXPLORE: ركز على اللحظة الحالية ومارس تقنيات اليقظة الذهنية.

الاعتراف بعدم اليقين وتعلم التعايش معه يمكن أن يقلل من القلق على الصحة ويحسن من قدرتنا على التكيف مع الحياة الواقعية.

2- التعامل مع الفحص والبحث في الاعراض الجسدية ل توهم المرض (قلق المرض):

 عند الشعور بالقلق على صحتك، ستبدأ في تركيز انتباهك على ذلك الجزء من جسدك وستتحقق منه باستمرار من خلال النظر أو اللمس أو التفكير فيه

ستفعل ذلك مرات عديدة مما سيزيد تفكيرك بالأمر وسيعزز الأفكار المقلقة وبالتالي يُحفز القلق الأدرينالين مما يزيد الشعور بالسوء وبالتالي زيادة في شدة الاعراض الجسدية.

 لذا تحتاج إلى تقليل سلوك الفحص من خلال تحديد ذلك كهدف على مدى عدة أيام ابدأ بكتابة عدد المرات التي تتفحص فيها جسمك كل

يوم وقلل من عدد المرات يومياً ثم ستبدأ ملاحظة أن قلقك يقل تدريجياً.

 يمكنك السماح لنفسك بالتحقق مرة واحدة فقط في اليوم وإذا راودتك فكره للتحقق مرة أخرى

أخبر نفسك أنك قد تحققت بالفعل ولست بحاجة إلى التحقق مرة أخرى لأنه على الأغلب لم يتغير شيء في جسدك خلال تلك الفترة القصيرة.

3- التعامل مع البحث المستمر عن المعلومات الطبية حول الامراض:

أن البحث والتدقيق المفرط على الأمراض واعراضها يمكن أن يجعل الناس يركزون على أجسادهم وبالتالي هذا يزيد من قلق الصحة. إذا كنت تفعل ذلك يمكنك التوقف عن هذا من خلال:

– الابتعاد قراءة الكتب الطبية، أو الاطلاع على مواقع الإنترنت الطبية، أو قراءة المقالات الطبية في المجلات.

– عدم البحث عن الامراض والأعراض على الإنترنت للبحث عن تشخيص.

– التوقف مشاهدة البرامج الطبية على التلفزيون.

– احتفظ بسجل لعدد المرات التي بحثت فيها عن معلومات حول الأمراض وحاول تقليل عدد المرات التي بحث فيها بشكل تدريجي.

4- التعامل مع طلب التطمين المتكرر في توهم المرض:

طلب التطمين من افراد العائلة والاصدقاء أو الذهاب إلى الطبيب لإجراء الفحوصات، يجعلك تشعر بتحسن على المدى القصير، ولكنه يجعلك تفكر أكثر في صحتك ويزيد من قلقك على المدى الطويل ويجعله مستمراً.

حاول أن تسجل عدد المرات التي تطلب فيها التطمين ومدى قلقك كل يوم يمكن أن يساعد تقليل عدد المرات التي تطلب فيها التطمين في تقليل قلق المرض على المدى الطويل.

 قد يساعدك الانشغال بشيء آخر مثل الخروج في نزهة أو القيام بنشاط ما في تشتيت انتباهك عن الاعراض التي تشعر بها وبالتالي التخفيف من شدتها وبالتالي تقليل عدد مرات طلب التطمين.

كما يمكنك اللجوء إلى تقنية تأجيل طلب التطمين من خلال تحديد وقت معين وبعده تطلب التطمين وبعدها تدريجياً تزيد في الوقت المقرر لطلب التطمين، هذا الامر يساعدك في تقليل عدد مرات التطمين وبالتالي يساعد على التعافي من قلق المرض.

تجدر الإشارة إلى إن احتمالية الإصابة بالمرض قد تكون أقل بكثير مما تتخيل، كما أنه قد يمكنك القيام بأمور معينة من شأنها تقليل خطر الإصابة لذا يمكنك أن تطرح سؤالاً على الطبيب: هل هناك أي شيء يمكنني القيام به ليساعدني على الشعور بصحة أفضل؟

(مثال: الإقلاع عن التدخين/ تغيير النظام الغذائي/ ممارسة الرياضة بشكل منتظم). إذا كان هناك أمور من هذا القبيل، افعلها!

نذكرك بأنه ما زال هناك أوقات يجب عليك فيها زيارة طبيبك حيث يمكنك مناقشة هذا الأمر مع طبيبك والاتفاق على الوقت المناسب.

5 – علاج التجنب في اضطراب قلق المرض (توهم المرض):

يتجنب بعض الأشخاص مواقف معينة قد تُشعرهم بالقلق على صحتهم مما يؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية، فقد يتجنبون بعض البرامج التليفزيونية أو الذهاب إلى المستشفيات أو المحادثات حول الصحة أو الخروج من المنزل والدخول في الأسواق والأماكن المزدحمة وما إلى ذلك.

سلوك التجنب هذا يشعرهم براحة ولكنها موقته وتزيد من القلق وتجعله مستمر على المدى الطويل كما هو موضح في الشكل التالي:

بالمقابل يمكنك اللجوء إلى التعرض التدريجي:

يتضمن التعرض التدريجي مواجهة المواقف أو الأنشطة المحفزة للقلق على الصحة بطريقة تدريجية

حيث يمكنك البدء بمواقف أقل إثارة للقلق ثم انتقل تدريجياً إلى مواقف أكثر تحدياً يمكن أن يساعدك هذا في التخلص من حساسية محفزات القلق وبالتالي انخفاض الشعور بالتوتر والاعراض الجسدية ومع الوقت إلى التعافي من اضطراب قلق الصحة.

6- التعامل مع سلوكيات الأمان في توهم المرض:

 مصطلح سلوكيات الأمان (safety behaviors) فيشير إلى شكل خفي من التجنب

 إن استخدام سلوكيات الأمان يعني أنك قد لا تتجنب شيئاً ما بشكل صريح، ولكنك ستقترب فقط من ذلك المكان أو الشخص أو النشاط المخيف إذا اتخذت خططا احترازية معينة.

على سبيل المثال:

الشخص الذي يخاف من الإصابة بنوبة قلبية قد يستمر في ممارسة أعماله اليومية، إذا كان فقط بالقرب من الآخرين

ويحمل هاتفاً محمولاً في جميع الأوقات تحسباً لاحتياجه استدعاء سيارة إسعاف.

إن الانخراط في سلوكيات الأمان يقلل بشكل مؤقت من مخاوفك وهمومك المتعلقة بالصحة

ولكنك في المرة القادمة التي تواجه موقفاً مشابها، ستشعر بالحاجة إلى استخدام سلوكيات الأمان نفسها مرة أخرى، ولن تتعلم أبداً أنه يمكنك البقاء على قيد الحياة بدونها.

للتعامل مع سلوكيات الأمان يمكن استخدام تقنية التعرض التدريجي:

يتضمن التعرض التدريجي مواجهة المواقف أو الأنشطة المحفزة للقلق على الصحة بطريقة تدريجية

حيث يمكنك البدء بمواقف أقل إثارة للقلق ثم انتقل تدريجياً إلى مواقف أكثر تحدياً دون اللجوء إلى أي من سلوكيات الأمان التي تتبعها

سيكون الامر في البدئ صعباً لكونك اعتدت على هذه السلوكيات وعندك يقين انها مفيدة لك لكن مع الوقت والاستمرار في المحاولة سيكون الامر أفضل وستتمكن من التخلي عنها.

7- علاج التفكير السلبي في قلق المرض:

إن الأفكار ليست حقائق بل مجرد أفكار وليس عليك تصديق كل ما تفكر فيه لا تكمن المشكلة فعلياً بالإصابة بمرض خطير بل بالاعتقاد / التفكير بالإصابة بمرض خطير والأمرين مختلفين تماماً.

وعليه، إذا لم تكن تعاني من مرض خطير ولكنك تعتقد أنك تعاني من مرض ما

فإن القلق والتفكير المستمر بشأن صحتك لن يكون مفيداً على الإطلاق بل سيؤدي إلى آثار سلبية واعراض جسدية مزعجة لك وتعطل حياتك.

حيث إن الاعتقاد بالإصابة بمرض ما دون الإصابة به حقيقة يؤدي إلى شعور أكثر بالمرض والتعب.

استخدم تقنية STOPP

  • توقف – توقف وانتظر للحظة.
  • تنفس! – خذ نفسًا عميقًا بطيئًا.
  • لاحظ! – لقد ظهر اضطراب قلق المرض مرة أخرى. إن جسدك وعقلك يتفاعلون مع هذه الأحاسيس الجسدية لذا أنت تشعر بالقلق. لاحظ التركيز المفرط (Super Scanner).
  • تراجع – لست مريضاً، هذا مجرد قلق من المرض – إن أفكارك تتفاعل مع التركيز المفرط. لا تصدق كل ما تفكر به، بل تمسك بالحقائق فقط – هذه الأفكار مجرد آراء ولست مضطرًا للاستجابة الآن هناك تفسيرات أخرى لهذه الأحاسيس الجسدية الطبيعية. ما هي الصورة الأكبر؟
  • تدرب/ امضي قدماً! – فكر بماذا يمكننك أن تفعل الآن؟ لست بحاجة إلى التحقق أو طلب الطمأنينة.

تقنية سجل الأفكار:

سجل الأفكار في العلاج المعرفي السلوكي هو تقنية تتيح للأفراد تدوين أفكارهم اللاعقلانية وتحليلها لفهم كيفية تأثيرها على مشاعرهم وسلوكياتهم

مما يساعدهم على تحديد الأفكار غير الواقعية واستبدالها بأخرى أكثر إيجابية.

أهميته في علاج قلق المرض تكمن في تمكين الأفراد من مواجهة مخاوفهم الصحية من خلال تحدي الأفكار اللاعقلانية

وتبني منظور أكثر واقعية، مما يقلل من الشعور بالقلق المفرط تجاه الصحة.

فيما يلي بعض الأمثلة للأفكار الشائعة التي يخبرها الأشخاص الذين يعانون من قلق الصحة:

  • لقد كنت متعباً جداً ومرهقاً – قد أكون مصابا بسرطان الدم.
  • كانت والدتي مصابة بالسرطان، لذلك هناك فرصة كبيرة لإصابتي به أيضاً.
  • قلبي يتسارع – سأصاب بنوبة قلبية.
  • قد أصاب بمرض خطير وأموت.
  • أنا متأكد من إصابتي بمرض السكري لأني ذهبت إلى الحمام أربع مرات اليوم.
  • جنبي يؤلمني – قد يكون هذا سرطان المبيض أو المعدة.
  • لدي أفكار غريبة – قد أكون مصابا بالفصام ولا أعرف.
  • لم أر هذا الشامة من قبل – قد يكون سرطان الجلد.
  • لقد أصبت بالإسهال لمدة ثلاثة أيام – قد يكون هذا سرطان القولون.
  • أعاني من صداع – يمكن أن يكون ورما في المخ

سجل الأفكار:

نتمنى ان نكون قدمنا لكم معلومات مفيدة عن توهم المرض والمعروف علميا باسم قلق الصحة او اضطراب قلق المرض

اولينا جاهداً الإحاطة بالموضوع من كل الجوانب لتجد إجابات مفصلة لأسئلتك عن الاضطراب شاركونا آرائكم من خلال ترك تعليق عن المقال ومدى فائدته لكم.

المراجع:

– عرفه أماني, 2023, علاج قلق الصحة، ط1 ,القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية.

– الحويلي أمثال واخرون 2016 , علم النفس المرضي، ط2 , القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية.

– قندول نبيل , 2017 , النموذج المعرفي السلوكي وعلاج توهم المرض، جامعة بسكرة الجزائر.

– أبو زيد عبد الجواد 2018 , العلاج المعرفي السلوكي 100 نقطة وتكنيك، ط2 , مكتبة الانجلو المصرية.

– اضطراب قلق المرض (المساعدة الذاتية) بروشور تعريفي منشور على موقع

https://www.getselfhelp.co.uk/media/qrqpxse2/health-anxiety-self-help.pdf

– الخضر اسعد ,2021 , دليل المساعدة الذاتية للتعامل مع القلق والتوتر الناتج عن انتشار الأوبئة، من منشورات الجمعية الألمانية السورية DSV.

Scroll to Top