اضطرابات النوم والعلاجات المناسبة لها

اضطرابات النوم : أسبابها وعلاجاتها للعودة إلى نوم صحي

في ليلة هادئة، بينما يستعد العالم للاستسلام إلى نوم عميق، هناك الملايين حول العالم يواجهون معركة صامتة لتحقيق شيء يبدو بديهياً – النوم.

يُعتبر النوم جزءاً حيوياً من حياتنا، وغيابه أو اضطرابه قد يؤثر على الصحة النفسية والجسدية على حد سواء.

في هذا المقال، سنستكشف أنواع اضطرابات النوم، أسبابها المتعددة، وأبرز العلاجات المتاحة التي يمكن أن تعيد للإنسان نومه الطبيعي.

ما هي اضطرابات النوم؟

اضطرابات النوم هي مشكلات تؤثر على قدرة الفرد على النوم بشكل طبيعي أو صحي. قد يكون هذا التأثير على شكل صعوبة في الخلود إلى النوم، أو الاستيقاظ بشكل متكرر، أو الاستيقاظ مبكرًا وعدم القدرة على العودة للنوم. وتتفاوت اضطرابات النوم في حدتها وتأثيرها من فرد لآخر، وقد تكون مؤقتة أو طويلة الأمد.

أنواع اضطرابات النوم الشائعة

تتعدد اضطرابات النوم وتختلف من حيث الأسباب والأعراض، ولكن بعض الأنواع تعد شائعة ومنها:

الأرق

يُعد الأرق الأكثر شيوعًا بين اضطرابات النوم، ويشمل صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المبكر وعدم القدرة على العودة للنوم. يعاني الكثيرون من الأرق العرضي بسبب ضغوط الحياة، لكن البعض يواجهون أرقًا مزمنًا يمتد لأسابيع أو حتى سنوات.

انقطاع النفس النومي

 يحدث هذا الاضطراب عندما يتوقف التنفس مؤقتًا خلال النوم بسبب انسداد مجرى الهواء العلوي. تتكرر هذه الانقطاعات عدة مرات في الساعة، مما يؤدي إلى استيقاظ الفرد المتكرر دون أن يدرك ذلك، ويؤدي إلى شعوره بالتعب والإرهاق نهارًا.

 متلازمة تململ الساقين

 يشعر المصابون برغبة قوية وغير مريحة لتحريك أرجلهم أثناء الراحة، وخاصة في الليل. هذا الشعور قد يمنع النوم ويؤثر على جودته.

النوم القهري

 يُعتبر من الاضطرابات النادرة التي تجعل الشخص يعاني من نوبات نوم مفاجئة وغير متوقعة خلال النهار، حتى خلال مواقف تتطلب يقظة وتركيزًا.

اضطرابات الساعة البيولوجية

 تتأثر بعض اضطرابات النوم بإيقاع الساعة البيولوجية، مثل اضطراب النوم المتأخر الذي يجعل الشخص غير قادر على النوم حتى وقت متأخر من الليل، مما يؤثر على نومه واستيقاظه في الصباح.

الأسباب المؤدية إلى اضطرابات النوم

يمكن أن تكون اضطرابات النوم نتيجة عوامل متعددة، حيث يلعب كل من العوامل النفسية والجسدية وحتى البيئية دورًا في ظهورها واستمرارها.

 يُعتبر التوتر عاملًا أساسيًا يؤثر على جودة النوم. عندما يكون العقل منشغلًا بأمور تقلقه، يصعب على الإنسان الاسترخاء والدخول في نوم هادئ.

 ترتبط اضطرابات النوم بشكل وثيق مع الاكتئاب. غالبًا ما يواجه المصابون بالاكتئاب صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المبكر، وأحيانًا ينامون أكثر من اللازم.

  • البيئة غير المناسبة

 قد يؤدي السرير غير المريح، أو وجود ضوضاء، أو إضاءة زائدة إلى إفساد جودة النوم، مما يسبب اضطرابات على المدى الطويل.

  • النظام الغذائي والعادات اليومية

 بعض المشروبات مثل الكافيين والنيكوتين يمكن أن تؤثر على النوم، خاصة إذا تم تناولها في وقت متأخر من اليوم.

  • الأمراض الجسدية

بعض الحالات الطبية مثل الربو، وأمراض القلب، والسكري يمكن أن تؤثر على القدرة على النوم براحة.

  • التغيرات الهرمونية

 تؤثر التغيرات الهرمونية مثل فترة الطمث أو الحمل على النوم عند النساء، حيث تزيد من فرص الأرق أو الاستيقاظ المتكرر.

كيف يمكن علاج اضطرابات النوم؟

قد يكون العلاج معقداً، ولكنه يعتمد في الأساس على تحديد السبب الرئيسي وعلاجه.

فيما يلي بعض الطرق الفعالة للتغلب على اضطرابات النوم واستعادة نوم هادئ.

التعديلات السلوكية

 يعد العلاج السلوكي المعرفي من أنجح العلاجات للأرق، حيث يركز على تغيير الأفكار والعادات التي قد تؤدي إلى الأرق، واستبدالها بأفكار تساعد على الاسترخاء.

  •    التدريب على الاسترخاء

يمكن لتقنيات مثل التأمل، والتنفس العميق، وتمارين الاسترخاء العضلي أن تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتسهيل النوم.

العلاج الدوائي

بعض اضطرابات مثل الأرق المزمن قد تستجيب للأدوية، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء، حيث أن الأدوية قد تكون لها آثار جانبية، ويجب استخدامها بحذر.

   – تُستخدم أيضًا بعض الأدوية لعلاج انقطاع النفس النومي أو متلازمة تململ الساقين، مثل الأدوية التي تساعد على تنظيم النوم أو تحسين تدفق الهواء.

تحسين بيئة النوم

  •    إزالة مصادر الإزعاج: يمكن تحسين جودة النوم بإطفاء الأضواء، تقليل الضوضاء، وضبط درجة حرارة الغرفة.
  •    الاستثمار في سرير مريح: اختيار وسادة وفراش مريحين يمكن أن يقلل من الآلام الجسدية ويساعد على نوم أعمق.

تجنب بعض الأطعمة والمشروبات

  •    تقليل الكافيين: ينصح بتجنب تناول الكافيين بعد فترة الظهيرة.
  •    التقليل من الأطعمة الثقيلة قبل النوم: تناول وجبات ثقيلة قبل النوم يمكن أن يؤدي إلى حرقة المعدة مما يؤثر على النوم.

تحديد جدول نوم منتظم

  •   اتباع جدول ثابت للنوم يساعد الجسم على ضبط ساعته البيولوجية، مما يسهل عملية النوم.
  • حاول الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في نفس الوقت يوميًا، حتى في عطلة نهاية الأسبوع.

استشارة مختص النوم

 إذا كانت مشكلات النوم مستمرة وتؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية، يمكن للطبيب المتخصص أن يقدم العلاجات المتقدمة مثل أجهزة تنفس ليلية لمشكلات انقطاع التنفس، أو اقتراح فحوصات إضافية لفهم الحالة بدقة.

أهمية النوم الجيد للصحة العامة

النوم الجيد لا يساعد فقط على تحسين المزاج وزيادة الطاقة، بل يؤثر أيضاً على صحة القلب، ويعزز جهاز المناعة، ويحسن الذاكرة والتركيز.

إذ إن مشاكل النوم قد تتفاقم إذا لم يتم التعامل معها بجدية، لذا من الضروري أن نولي اهتماماً بالنوم وأي مشكلة قد تؤثر عليه.

الخاتمة

في نهاية المطاف، من الضروري أن نسعى نحو بيئة نوم مريحة، ونحافظ على عادات نوم صحية

والتعامل مع مشكلات النوم يبدأ بفهم أسبابها، ثم اتباع النصائح العلاجية التي يمكن أن تعيد للفرد نومه العميق والمريح.

المصادر

  • كتاب اضطرابات النوم كيف تحدث وما هو العلاج لطفي الشربيني
  • كتاب اضطرابات النوم وعلاقتها بأبعاد الشخصية , الدكتور خالد محمد عبد الغني
  • كتاب النوم المشكلات – التشخيص – العلاج الاستاذ الدكتور طارق أسعد

Scroll to Top